الخميس، 13 فبراير 2020

لستَ قيساً ولا عنترة...





لستَ قيساً ولا عنترة...

لا تشترِ لي وردا
 ولا تطلب مني مغفرة
لا ترتجِ حبا من قلبٍ
هَجْرتَه فأقفر وصار كالمقبرة
رزح تحت آلقهرِ دهراً
فلا تسأله الآن حبا قبل الغرغرة
لطالما أنتظرتُ منك ودا
ولم ترَني الا أرضا مُستعمرة
يجوز فيها السلب والذل
وإِحكام السيطرة
لم تكن فارسا يوما وإنما
أنا من صنعتُك وقلتُ ما أعظمه
نسيتَ الآن كيف كنتَ
ونسيت كيف كنتُ بدونك مُنعَّمة
لملم قلبك الثمين ومشاعرك
وألقيها في أقرب مزبلة
فلم يعد يعنني ما تقولُه
فكل ما تقوم به الآن هرتلة
أغضب ... هددني بأخرى
فليس لدي ما أخسره
أيُ حبُاً  تقيم له عيداً
ومشاعري كانت تحت المقصلة
تبترها....تقبرها
ثم تريد إحياءها ...فأيُ مهزلة
عُد من حيث أتيت أيها الولهان
و أتلو على غيرى أبياتك المنُزَّلة
أبحث عن أُخرى
فلم أعد أرى فيك قيساً ولا عنترة








الاثنين، 27 يناير 2020

آباؤنا وأمهاتنا يكذبون





عندما تزوجوا كانت لهم دوافعهم التي غالباً لا يعرفها الابناء, وإذا سألتهم لماذا تزوجوا يدَّعون أنه الحب, ثم يكتشف الابناء أن هناك عشرات الدوافع الاخرى التى كانت السبب في زواجهم ولم يكن الحب ابداً واحداً منها. قد تكون العادات والتقاليد وقد يكون الميراث, أو الافلات من الافلاس كما في الافلام القديمة, وربما يكون الخوف من العنوسة عند الفتيات أو الضغوط الجنسية وبالتأكيد الحب هو أبعد ما يكون عن تلك الدوافع جميعها. ثم تبدأ المأساة عندما يلتقون بأجسادهم وهم أبعد مايكونون بعقولهم وأفكارهم. وتمضي السنوات كئيبة باهتة يتحملها الزوجان على مضض لكي يتربى الاولاد في أجواء مشحونة بالكراهية وحب الذات وإدعاء التضحية والإيثار من كلا الطرفين. ثم تخفت الرغبة الجنسية عند كليهما مع مرور الايام فتتحول حياتهما وحياة ابناءهم الي جحيم يتلظى الجميع بشظياه. ...ا
وتتراكم بينهما عبر السنين أفعال مُسيئة وأقوال مشوهه تعمق بينهما الغربة لتستحيل تلك الغربة الى عداء مستعر لا يتحمله سرير واحد...ا

الأحد، 26 يناير 2020

كيف اصبحتُ سيدة أعمال في السويد / الجزء الثالث


وصلتُ أخيراُ الى أرض مملكة السويد واستقلينا السيارة التي كانت في الانتظار في طريقنا الى مدينة نورشوبنج 



التي تبعد  حوالي  150 كيلومتر جتوب العاصمة استكهولوم واثناء الطريق ظللت اتأمل الطريق النظيف الواسع والسيارات الكثيرة المارة على الطريق وهي ثابتة على مسار واحد لا تتنقل بين هنا وهناك في عشوائية مُوترة للاعصاب كما يفعل سائقو السيارات ببلادنا رأيت ً كيف يضعون سياجاً حديدياً على الجبال الصخرية على جانبي الطريق حتى لا تقع بعض اجزاء منه  فتصيب أحد السيارات المارة, يالهي منتهى الاحتياط لامان البشر وممتلكاتهم, ولكي تُسَّهل على المسافرين لمسافات بعيدة وطويلة فهناك طريق رئيسي يتسع أحيانا لثلاث حارات في إتجاه واحد يُسمى إي فيرا


 بحيث يكون على جانبيه وفي المنتصف ما بين سياج أو فاصل يمنع تقابل الاتجاهين المضادين او دخول البشر او اي كائنات اخرى  لهذا الطريق مما يؤدي الى انسيابية في مرور السيارات ويوفر  الكثير من الوقت والجهد. كان هناك العديد من اليافطات الخضراء و أحيانا زرقاء اللون على جانبي الطريق وفي أعلى الطريق على حامل حديدي عليه يافطات مكتوبٌ عليها اسماء المدن والقرى والمسافة اليها بالكيلومتر, ولقد قلقت حقيقة من طول الاسماء وغرابة بعض الحروف التي تتشابه مع الحروف الانجليزية وتسائلتُ في نفسي ياتُرى كيف يكون نُطق هذه الاحرف وغلبتني طبيعتي المتشوقة للتعلم على التحدي بيني وبين نفسي أنني استطيع تَعَّلُم هذه اللغة الجديدة في فترة قياسية ستكون هي التحدي القادم لي....ا



 حلَّقت افكاري في السماء وأنا اتخيل نفسي  في دروس تعليم اللغة السويدية وفي الجامعة لدراسة الماجستيروالتي ستكون باللغة الانجليزية,  وكيف سأكون مشغولة جداً, ووسط كل تلك الافكار تذكرتُ وجود ابنتي معي تُرى كيف ستكون الحياة في السويد بالنسبة لهما؟ هل ستعجبهما؟ هل  ستستطيعان  التأقلم؟ هل سيكفي الوقت اثناء انشاغلي بمتابعتهما ومساعدتهما في دراستهما؟ هل سيدرسان بالانجليزية أم باللغة السويدية؟ بالطبع بالانجليزية لانني لا اضمن أن يستقر بنا المقام في السويد لسنوات كثيرة قادمة, استغرقت في التفكير تسلمني الفكرة للفكرة وأقرر شيئا ما ثم ألغي القرار وكأنني أعلم مُسبقاً ماذا ينتظرني وماذا أنا مُقدمةً عليه, ولو علمت ما هو قادم في مستقبل الايام لما كنت سرحت مع افكاري بكل تلك الاريحية فما حل بي كان كفيلا بأن يقضي على اي أمل لي بأن أحيا حياة هادئة مستقرة.....ا

   لم أخبركم بعد من كان في أنتظاري في السيارة خارج المطار... ولكي أحكي عن ذلك الامرلابد من العودة لبعض الاحداث التى سبقت يوم وصولي بحوالي سنة كاملة حيث كنت أعمل مهندسة في أدارة عامة من الادارات المهمة في ديوان المحافظة  وكنتُ وقتها في دورة تدريبية في قسم التخطيط العمراني وكان لي زميل بالعمل حاضر في نفس الدورة التدريبية وعندما رأي مظروف كبير بين أوراقي سألني عنه فأجبته ببساطة أنه يحوي شهادات لي سأرسالها اليوم الي كندا حيث أسعى للسفر لدراسة الماجستير بالخارج. فقال لي أن له خال مهندس في نفس تحصصي يعيش في السويد منذ أكثر من اربعين سنة وقد يستطيع مساعدتك أذا اردتي الدراسة في السويد بأن يرشدك الى أسماء جامعات هناك بها تخصصك. فاستحسنت الفكرة وقلت له حسنا سأنسخ صورة أخرى من اوراقي واحضرها لك كي ترسلها الى السويد. وفعلا كلمني خاله من السويد وقال لي أنه قادم لزيارة اهله قريبا وسوف يأخذ أوراقي معه مباشرة ويسلمها باليد. شكرته وأكملت حياتي بشكل طبيعي بعدها على أن يأتيني رد من أحدى هاتين الدولتين إما كندا أو السويد. وبالفعل كان حظي جيدا وجاءتني الموافقة من الاولى وأتصلت لاعتذر عن السويد بأن لا يُتعب نفسه لانني حصلت على الموافقة ولكنه قال لي أن السويد أفضل من حيث قربها من بلادنا العربية مقارنة بكندا وأن الاطفال عندهم يحظون بمعاملة أكثر من رائعة بل ويصرفون راتب  لكل طفل حتى وإن كان زائر دراسة كحالتي وأخذ يعدد مزايا السويد عن كندا. وبالفعل اقتنعت واخذت القرار أن اسافر الى السويد حيث سأسكن مع اولادي في نفس الشقة التي يسكن فيها ذلك الشخص الذي كان يكبرني بحوالي ثلاثون عاما وتوسمت فيه الطيبة عندما قال لي أنه يتمنى أن أعلم اولاده اللغة العربية والدين اثناء العامان اللذان سأدرس فيهما في السويد وخصوصا أنه يعاني الوحدة واولاده في مثل عمري تقريبا., وكان قد انفصل عن زوجته السويدية منذ أكثر من عشرون سنة بعد أن
أنجب منها طفلان...ا

أفقت من افكاري المُتدافعة في رأسي على وصولنا للمدينة والسكن وتأملت الشوارع والطرقات وذلك الشلال الرائع الذي طالما كان يخفيني المرور بجانبه حيث فرع جامعة لينشوبنج القريبة من نورشوبنج والتى سأدرس فيها لاحقا.. وايضا فوق هذه المياه مباني
قديمة تمثل المنطقة الصناعية في المدينة والمقامة منذ منتصف 1800 وحتى بدايات 1900 . ...ا



وكانت الايام الاولي لي في هذه المدينة قاسية جدا .....تُري ما الذي حدث معي وقتها؟

انتظروني في الجزء الرابع








الأربعاء، 22 يناير 2020

كيف اصبحتُ سيدة أعمال في السويد/ الجزء الثاني


الجزء الثاني.......ا

هبطت الطائرة قبل الساعة السادسة صباحا بقليل وأيضا واجهتُ نفس المشكلة كيف سأنقل البنتين وهما مازالتا نائمتين كيف سأنقلهم هذه المرة من الطائرة الى المطار ومعي ايضا حقيبة هاند باج وكيس صغير أعطاني أياه مُضيف بالطائرة فيه وجبتي الطعام الخاصة بأبنتي. فعندما رأهما نائمتين وقد كان يوَّزع الوجبة الساخنة على ركَّاب الطائرة فأعتذرت منه عن أخذ وجبات البنتين, ففوجئتُ به قبل نزول الطائرة يأتي اليَّ ويعطني كيس به وجبتي الطفلتين لانني سأحتاج الي إطعامهما عندما يستيقظان..شكرته كثيراً فتلك الرحمة والاحساس بالآخرين كدت أُصدق أنها أنعدمت في هذه الحياة. ...ا

 ولكنني اخبرته بأن مشكلتي الحقيقية ليست في إطعام البنتين ولكن في كيفية نقلهم من الطائرة وأنا بمفردي ولابد من حملهما لانهما نائمتين كما ترى وأنا لا أثق في أن أترك واحدة منهما نائمة في المطار وأرجع لاخذ الثانية فلربما أختطفها أحدهم وهي نائمة وأنا في بلدٍ غريب وقد أضَّيع أثرها الي الابد, فطمأنني عندما رأي حيرتي وقلقي المتزايد وقال لي سأحل هذه المشكلة لاتقلقي, وعدني بهذه الكلمات ثم  أختفى وعَّم السكون الطائرة كلها استعدادا للهبوط على ارض مطار برشلونة......ا

َّوأخيرا هبطت الطائرة بسلام وحينما توقفت تماما وبدأ الركَّاب بحمل حقائبهم وجمع أغراضهم حول الكراسي فيما كنت أنا احاول إيقاظ ايا منهما علني أخفف هذا العبء الذين أنوء بحمله في مسئلة بسيطة كهذه ولكن دون فائدة , الي أن نزل جميع المسافرين تقريبا فوجئتُ  بالمُضيف الذي سبق أن وعدني وجدته يأتي اليّّ ومعه شخص أخر وتكلم معه بالاسبانية ثم قال لي بالانجليزية أن هذا الشخص سيحمل واحدة من البنات بينما أنتي تهتمين بالاخرى وبالحقائب وشكرته جزيلا على تلك المساعدة التي كنت أحتاجها بالفعل وأعترف أنني لم أعُد اتذكر ملامح ذلك المُضيف الآن ولكني أتذكر جميل صنعه معي وسأذكره مدى حياتي....ا

 كانت مدة الترانزيت ساعتين قبل إقلاع الطائرة الثانية المُتجهة الي العاصمة السويدية استكهولوم وبينما أنا جالسة بجوار البنات وهما نائمتين حدثت المعجزة التي انتظرتها طويلا فلقد استيقظت ابنتي الكبرى وعلى وجهها علامات استفهام كبيرة وكأنها تسألني أين نحن ومن هؤلاء الناس وأنا مبتسمة وأعلم أنها نامت على وجوه واستيقظت على وجوه أخرى, ثم بدأت بإيقاظ اختها ربما لتسألها هل ترين ما اراه أنا..وبالفعل نجحت في ايقاظ اختها الصغرى , لا أخفيكم سراَ انني فرحت بستيقاظهما ليس فقط لانني لن أضطرمجدداً  لحملهم  للطائرة التالية فحسب ولكن لانني كنت اريد الذهاب للتواليت ولم أستطع تركهما بمفردها فإذا بي وقد أتاني الفرج من عند الله ,فقلت لهما هيا نذهب لنلقي نظرة على المطار وفعلا قمنا ثلاثتنا وتوجهنا الي التواليت وغسلنا وجوهنا من أثر التعب أو النوم, ثم عدنا وجلسنا على المقاعد الخاصة بالانتظار وبدأت أخرج لهما الطعام الذي اعطاني أياه المضيف بالطائرة, ثم بدأنا نتكلم عن الطبيعة وجمال المنظر بالخارج حيث تبدو الجبال بعيدا باللون الازرق تتخللها سحب بيضاء تطفي سحرأ وبهاءا على تلك الجبال وكأنها لوحة فنية رسمتها يد مُبدع لم يغَفَل عن أدق تفاصيل الجمال في لوحته...ا

ثم أعلنت المظيفة الارضية فتح البوابة للمسافرين المتجهين الى العاصمة استكهولوم, وبالفعل ركبنا الطائرة وكانت الاثارة واضحة على وجهي ابنتي حيث لم يُشاهدا الطائرة السابقة والآن هما يعيشان التجربة للمرة الاولى في حياتهما, استغرقت الرحلة حوالي
الثلاث ساعات والنصف ثم حطت الطائرة على ارض الاحلام ....أرض السويد....ا

  كانت الساعة حوالي الثانية عشر ظهرا في يوم الاثنين الموافق 14 أكتوبر 2002, خرجنا من المطارالى الساحة الخارجية ولم يكن هناك حشود من البشر كما كنا نراهم خارج مبنى المطار حيث ينتظرون أحباؤهم وأقاربهم, وأنما كان المكان خالي تماما من اي بشر وإن رأيت أحدهم فسوف تراه جالس في سيارته وكأننا في فيلم للمخابرات, كان البرد شديداً يلفح وجوهنا ليجعل الهواء الذي نستنشقه كوخز الابر في انوفنا , لم يكن الامر مُحتملا لاكثر من خمس دقائق وكان لابد من الاحتماء بركوب سيارة أو العودة لداخل المطارولحسن الحظ كان هناك من ينتظرنا بالسيارة في الخارج, وبدأت السيارة بالاتجاه للمدينة التي سأعيش فيها والتي تبعد حوالي 37 كم من الجامعة التي سأدرس فيها الماجستير....ا

وللاحداث بقية ....فأنتظروني

الثلاثاء، 21 يناير 2020

كيف اصبحتُ سيدة أعمال في السويد/ الجزء الاول


البداية من سورة النساء الاية رقم 97 

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا

قد يكون كلامي صادما للبعض ولكنها الحقيقة, البداية كانت عندما آمنتُ بنفسي كإنسان حُر يستطيع أن يفعل ما لايستطيع فعله الكثيرون وعندما ايقنت أن المرأة إنسان ثقيل لن يتحمل اعبائه لا أخ ولا زوج ولا حتى إبن. بعدما فهمت أن هناك مجموعات تُزوَّر الحقائق والتاريخ وحتى الدين لمصلحة تعجيز وتخويف المرأة عن الاجتهاد والعمل وجعلها طاقة مُعطَّلة لا تتعلم ولا تكتسب أي خبرات في الحياة, وقتها فقط شددت الهمة وعزمتُ على الهجرة, لم تكن الهجرة الى بلاد أخرى فقط وإنما هجرة الافكارالعقيمة التي نشأتُ عليها وأيقنتُ بفسدها وفساد من يُؤمن بها. ا

تلك كانت البداية, بدأتُ من داخل بلدي ومن داخلي أنا قبل أن أبدأ من خارج الوطن. خرجت وأنا مُحمَّلة بكامل مسئوليتي ومسئولية ابنتي الصغيرتين, لم تكن المسؤلية فقط إطعام بناتي وتعليمهما وإنما مسؤليتي أن أنقاذهما من مجتمع تخلَّف فيه العلم والادراك والدين وأصبح مسخاً مشوهاً لم يعُد مناخاً مناسبا لتنشأة بناتي. تركتُ خلفي أسرتي أمي وأخوةً لدي لكلا منهم زوجة وابناء. تخليتُ عن حياة زوجية كانت منتهية قبل أن تبدأ, كانت تسير بوتيرة واحدة تكاد تكون متكررة في جميع البيوت في بلدي, تبدو من الخارج مُستقرة وجميلة ومن الداخل بيوت مُهدَّمة يملؤها الخراب العاطفي والدمار النفسي الذي يبشربتفريخ أجيال بها من الامراض النفسية ما يعجز المرءُ عن وصفه.  تركتُ عملا كان يتنماه الكثيرون ممن يريدون وظيفة ثابتة مدى الحياة ولا يبذل فيها مجهود يُنمي مجتمع أو يُنتج شيئا ذو قيمة فعلية, ولكني رفضت أن أدور في ساقية اظل مربوطة بها لا ارى ابعد من مسار مُحدد اسير فيه طوال الوقت بلا تجديد او ابتكار. ا 

خرجتُ من بلدي ولم أكن أملك الا ثمن تذاكر السفر لي ولبناتي ومبلغ 1000 دولار وشهادتي الثلاثة ( بكالوريوس و دبلومتين في الدراسات العُليا) وأمل كبير في حياة ومُستقبل أفضل.

تأخرت الطائرة المتجة الي برشلونة ساعتين عن موعد اقلاعها والتي كانت منتصف ليل النصف من شعبان, ونتيجة لهذا التأخير تعبت البنات ونامتا على كراسي المطار وعندما  أعلنت المضيفة الارضية ببداية تحميل الطائرة او البوردنج حاولت ايقاظ البنات ولكن  بدون فائدة فالساعة كانت تعدت الثانية صباحا وكانتا مرهقتان طوال اليوم فأضطررت لحمل واحدة منهما الى الطائرة مع حقيبتي التى تحوي وثائقي المهمة وتركت الاخرى نائمة و تعاظم القلق وأنا اتركها واركب الطائرة بواحدة على أن أرجع لاخذ الاخرى بعد أن شرحتُ الموقف لطاقم الطائرة والموظفين المسؤولين عن البوردنج. وأكملت المهمة بنجاح وأقلعت الطائرة وارتفعت معها أحلامي. ا

للقصة بقية ... انتظروني















الاثنين، 20 يناير 2020

أن تكوني أمرأة


 .أن تُخلقي أنثى تعني منتهى التحدي, أنك ستبذلين كل طاقتك في الا تكوني مُستباحة  
أنتي مُستهدفة عاطفياً وجسدياً ومالياً, أنتي في مرمي هدف كل رجل حولك حتى أقرب الناس اليك قد يتحول فجأة الى ذئب بشري لا يرى فيكِ الا جسداً يُشتهى. 

أنتي بالنسبة للاخرين لستِ بشراً وإنما شئ له تاريخ صلاحية , شئ يُستخدم حتى حين ثم يتم استبداله بشئ آخر يُسمى أيضاً إمرأة. الحياة بالنسبة لاسعد إمرأة على كوكب الارض هي رحلة عذاب مستمرة لا تنتهي. أنتي لا شئ فى نظر المجتمع والدين والاعراف. 

ثم يستنهض أحدهم نفسه ويتبجح بأن الدين أعطى للمرأة حقها وهي يعلم في قرارة نفسه أنه يكذب وأن المرأة ليس لها حقوق الرجل لا في الدنيا ولا في الاخرة ويظل ينكر ويكذب حتى تستحيل حياة كل أنثى الي جحيم مُستعر. فتنقم على دين برئ من هذا الافتراء وتنقم على الرجل الذي ينَّصب من نفسه آله يأمر وينهى ويقرر الاحكام ثم تُصبح متفقٌ عليها في ليلة سوداء تآمر فيها مجموعة من البشر باسم الدين على جنس بشري آخر له نفس التكوين والادراك. 

كلما شغلت نفسي في الحديث عن ٌالمرأة تمر أمامي أحداث يومية تجعل السكوت جريمة والتجاهل ذنبٌ لا يُغتفر. تمر الازمنة وتتعاقب الاجيال وتستمر معاناة المرأة الى مالانهاية. فهي إما أبنة يزوجها وليها الى من يرغب بالتمتع بها دون أن يكون لها رأي في أغلب الاحوال,ثم يقبض هو مهرها واما زوجة تخدم الزوج أو الابناء بلقمتها وكسوتها, وفي أحسن الاحوال بشراء الزينة والحُلي لها شرط الطاعة التامة. 

ثم تبدأ المرأة بالتنفيث عن كم القهر والضغوط التى مُورست عليها في زوجات ابناءها ليخرج كل هذه الاحقاد الدفينة ولتنتقم من كرامة مطعونة فتشعر بمعاملة خارجة عن نطاق السيطرة البشرية ولتتحول الى ذئب يفترس من امامه بغض النظر عن اية إعتبارات وأي منطق.

هكذا هي المرأة يا سادة بعد أن جردوها من انسانيتها فلا تلوموها فهي ضحية اعراف و مجتمع ظالم لا مكان فيه للرحمة, رَحِمَ الله أمي وأختي وجميع النساء الى أن نلقى الله فهو العدل. 

















ساعات مُختلسة من الزمن





, ساعات مسروقة من الزمن للاستمتاع بالحياة

إستقظت صباحا لأرى الطبيعة من نافذة غرفتي وقد اكتست باللون الابيض حيث تساقطت الثلوج والناس نيام لتستيقظ على هذا

المنظر الرائع والذى اصبحنا نفتقده غالبا وخصوصا فى مثل هذه الاوقات من العام فى القطب الشمالي من الكرة الارضية. لا مانع من  الاستمتاع والاسترخاء قليلا فاليوم عطلة ومن حقي ان امتنع ولو ليوم واحد فى الشهر عن العمل والتفكير الذى لا ينقطع في ما يخص الشغل. نهضت بعد فترة من سريري ونزلت الدرج لأعد فطور شهي وأشرب كوبا من الشاي واستمتع بطعمه اللذيذ فى هذا الصباح الرائع. أن تعمل 16 ساعة فى اليوم على مدار 7 أيام هذا نوع من الانتحار البطئ الذي يغلب على انشطتي خلال ايام الاسبوع ولان
عدد ساعات العمل احيانا لا تكفي لذا أضطر للعمل اثناء العطلة الاسبوعية ايضا. أما اليوم فلا عمل ..هذا قراري الذي لا أستبعد أن  يتغير وفورا بعد كتابة هذا البوست.



الأربعاء، 15 يناير 2020

ضلع أعوض



خُلقتُ من ضلعٍ أعوجٍ
سُبةٌ عُيِّرتُ بها طوال حياتي
لَمْ أشأ
أن أكون الأدنى
 أوأن تَنِزل عنه دراجاتي
فأنا الناقصةُ في عقلي وديني
حتى وإن أبهرتهم ببراعاتي
فأنا عورةٌ يُخفونها
يطمرونها
يُخضعونها
حتى علت من القهر أنَّاتي
أحيا والهزائمُ تُحِيطُني بجنباتها
والعيون تختلس مني ذاتي
يغترفون من الاطايب كُلُها
ويحرمونني من أدنى لذاتي
أشقى فى الحياة مناصفةٌ
ويأتي ليعلو على نجاحاتي
فأعودُ و أبذلُ له من دمي
فيتَّهمُني
 ويتجاهل كل براءاتي
ويُصُّوب سِهَامُه نحوي
فيُصيبُ بها
كرامتي
إنسانيتي
فتُصرعُ كلُ أحلامي
فهل أجدُ سماءاً
 لا أشقى تحتها
أم هناك ارضٌ تُقيل عثراتي
وأدور أبحثُ  عن أعلى ما فيها
ليهوى جسدٌ
حوى داخله عذاباتي